نظريا كلّ اختصاصات التكوين المهني ذات بناء مشترك بين المركز الوطني لتكوين المكونين وهندسة التكوين CENAFFIF وممثلي القطاع الخدماتي والصّناعي العامّ والخاص وبالتالي فهي كلّها مطلوبة، نظريا، وذات آفاق جيّدة، لكن الواقع، ورغم وجود الجودة والتكوين الجيّد في عدّة مراكز، إلّا أنّه في حالات عديدة، تشوب التنفيذ عديد النقائص وتغيب الجدّيّة في أحيان كثيرة لأسباب متعلّقة بالمتكوّنين والمكوّنين وبالتنظيم الهيكلي للتّكوين المهني وبالمؤسّسات الصّناعيّة والتّجاريّة المحتضنة لتربّصات المتكوّنين.
ما ينصح به لمن يقصد التكوين المهني هو الجدية التامة أثناء التكوين وأثناء التربّصات بالمؤسّسات والبحث عن تكوين تكميلي لدعم الكفاءة خارج مراكز التكوين المهني (مثلا في ميكانيك السيارات إضافة إلى مركز أريانة ينصح بالترشح لحلقات التكوين المجاني التي تنظمها مختلف الشركات الممثلة لمصنعي السيارات : بيجو، رينو ، فولكسفاقن..).
المعلومات حول الآفاق غير كافية أو غير محينة بشكل كاف حتى عند المركز الوطني لتكوين المكونين حيث يشكو قطاع التشغيل من ضعف آلية المتابعة السّريعة لمتغيّرات السّوق ومتطلباته المتحوّلة، فضلا عن صعوبة الاستجابة السريعة لهذه التحولات عندما يتعلق الأمر بتصميم اختصاص تكويني وإطلاقه أو تغييره.
ووقع الاتجاه لهذا السبب إلى اختصاصات تكوينية قابلة لإعادة التشكيل السريع (مواد مشتركة مع مواد تكميلية قابلة للإضافة بسرعة حسب الحاجة وحسب طلب السوق)، وهذه الفكّرة تمكّن من تجنّب الانعكاسات السّلبيّة للتّغيّرات السريعة في سوق الشغل.
يمكن للمتربّص نفسه أن يعتمد هذا المبدأ في بناء كفاياته والإلمام بمختلف المعلومات والمهارات التي يُطلبُ منه الإلمام بها قبل الانتداب في مجال معيّن. وتعتبر التربّصات الفرصة المثلى لتحقيق هذه الغاية ويمكن الاستئناس بآراء وتجارب خرّيجي التكوين المهني من التقنيين العاملين في مختلف المجالات.
وينصح كذلك بالسّؤال عن مراكز التكوين مدنيّة كانت أو عسكريّة والانضمام إليها بعد التأكّد من توفّر عوامل نجاح التكوين وجودته بها.
وينطبق ما سبق من نصائح على مراكز التكوين في الفلاحة والصيد البحري أو السّياحة، مع اختلاف المجالات والتقنيات والتنظيم.
